أحمد النجار (دبي)

«بحيرة الحب».. الواقعة ضمن سلسلة بحيرات القدرة الصناعية التي تفترش مساحات خضراء بالقرب من محمية المرموم والسيلي وسط صحراء سيح السلام وباب الشمس بدبي والتي تبعد عن بحيرات القدرة نحو 10 دقائق بالسيارة، توصف بأنها وجهة رومانسية بامتياز، حيث تحولت أشجارها إلى لوحات فنية تحمل رسائل الحب والسلام مع الطبيعة.
«بحيرة الحب» تمثل فسحة ملهمة للعائلات، للتواصل مع الطبيعة بكل مفرداتها وكائناتها وطيورها الزاهية، واكتشاف روائع الحياة البرية بما تحفل به من موروثات وتنوع بيئي، فضلاً عن كونها تعد موطناً لأكثر من 150 نوعاً من الطيور والحيوانات التي تزين سماء المكان، وتنتشر بين موائله، راسمة مشهداً من السحر على ضفاف بحيراتها، منها الثعالب الصحراوية والغزلان والصقور والحبارى والبط، إضافة إلى بعض الزواحف المختلفة.
أما أرض البحيرة، فتصل مساحتها إلى 550 ألف متر مربع، وتضم 16 ألف شجرة زيتون وسدر وسمر وغاف، ونحو 800 ألف شجيرة متنوعة وثلاثة مماش يصل مجموع أطوالها إلى نحو سبعة كيلومترات.
كما يمكن للزوار من داخل الدولة وخارجها التنزه والاسترخاء في الحظائر الأربع المخصصة للاستراحة، إلى جانب عشرين جلسة يمكن للزوار الجلوس فيها لأخذ قسط من الراحة أو الأكل والشرب وتبادل الأحاديث، وهي مجهزة بمقاعد وأرائك تتناسب والبيئة الصحراوية.

طيور مهاجرة
ويمكن لهواة النزهات البرية مشاهدة كائنات، كالغزلان وثعالب الصحراء والمها، وطيور بيضاء بأشكال مختلفة، وأخرى آيلة للانقراض، مثل الحبارى والصقور ذات المناقير المحدبة، ووفق انطباعات زوار لـ «بحيرات القدرة» المجاورة لـ «بحيرة الحب»، والتي تستقبل نحو 3 آلاف زائر خلال نهاية الأسبوع والعطل الرسمية، بحسب تقديرات العاملين هناك، يمكن رصد طيور مهاجرة بين الفينة والأخرى، وتجتذب الوجهة العديد من المؤثرين في الـ «سوشيال ميديا»، الذين ينقلون تجاربهم عبر منصاتهم الاجتماعية، إلى جانب تهافت عشاق التصوير، منهم هواة ومحترفون ينصبون عدساتهم لاصطياد لقطات فنية مهمة للمشاركة بها في مسابقات وجوائز تصوير محلية ودولية.


هذه الواحات المائية تضم «بحيرة الحب» التي تتلألأ كجوهرة وسط الصحراء، فمنذ أن كُشف النقاب عن تفاصيلها ومعالمها المكنونة قبيل موعد افتتاحها الرسمي، كأيقونة جذب ووجهة في الهواء الطلق، شهدت سلسلة بحيرات القدرة القريبة منها تدفق قوافل كثيرة من العائلات، خاصة مع اعتدال الجو وبرودة الطقس الذي يلقي على المكان ظلالاً من البهجة والسحر.
والبحيرة تضاف إلى خريطة المتنزهات الطبيعية التي ترتبط أجواؤها بفترة المواسم، لتكون «ألبوماً سنوياً» لذكريات عائلية وقصة فرح لكل جنسيات العالم تتجدد فصولها من عام إلى آخر، فقد تم تصميمها على أشكال قلوب متشابكة لتشكل لوحة إبداعية تعكس إشراقات دبي التي تجاهر دائماً بالحب وتكتبه بكل اللغات، وترسمه فرحاً، وتبتكره شعاراً روحياً خالداً ضمن قيمها الحضارية والإنسانية.


وعلى الرغم من بساطة المكان، إلا أنه أصبح مزاراً عائلياً محبباً للاستجمام يبث الراحة في النفس، ويولد طاقة حسية ملموسة تطرد الملل، وتكسر الروتين وتبدد الهموم وضغوط الحياة، لتمضية أوقات هادئة وذكريات سعيدة.. ويتوقع أن تشهد البحيرات مراحل مهمة من الإضافات الجمالية تستهدف تأهيلها بخدمات وتطويرها بمرافق ترفيه وعناصر ضيافة لاستقبال شرائح أكبر من زوار وسياح.
وهذا المكان يمثل خياراً لقضاء نهار مختلف، وعقد حوار ملهم مع الطبيعة، حيث يصف بحيرة الحب، بأنها ستكون بمثابة ملاذ يصدر الحب كلغة توحد ثقافات العالم في مدينة لا تزال تحتفي بالجمال، وتروي قصصاً جديدة للترفيه العائلي المبهر وسط أجواء دافئة تطوقها بحيرات ساحرة من كل الجهات، ومن ضمنها بحيرة الحب، في مكان بعيد عن ضوضاء المدينة وضجيج الزحام، قرب أشجار الغاف التي تمنح الظل والسكينة، وتفجر الدهشة لمنظر القلوب المتشابكة داخل بحيرة الحب التي تغزل سيمفونيات الهدوء لتنتزع الدهشة من عيون الزوار والسياح والباحثين عن بهجة الإلهام وسحر الاستجمام، وتدفعهم إلى توثيق نزهة شائقة تخطف الأنظار إلى أشجار منحوتة على جذوعها كلمة «Love».


ويُنصح قبل التوجه لمنطقة البحيرات المفتوحة أمام الزوار مجاناً، إحضار مستلزمات تجهيز الطعام والتخييم، وذلك لإضفاء نوع من المغامرة والعودة إلى الطبيعة بكل بساطة الحياة وفطريتها، ولا بد أن يفكر كل من يقصد بحيرات الحب، في اصطحاب سلال طعام وإعداده في الأماكن المخصصة، للاستمتاع بدفء الحياة البرية، حيث يحلو الجو بالتخييم وتبادل الأحاديث الشائقة، ويفضل زيارة سلسلة بحيرات القدرة قبل حلول المساء لضمان إثراء التجربة بمناظر نهارية خاصة عند وقت الغروب.